في زمن ليس بالبعيد عرف بحارة العرائش بأنهم اكثر الناس شربا للخمر يوم الخميس و اكثر اسرافا للمال على شهوات النفس دون فائدة و تركو خلفهم اقوالا شنيعة و حقيرة تحكى عنهم الى ان ورثو تلك الاقاويل للجيل الحالي من البحارة
فاصبح البحار في منظور الأخرين رجل وضيع ليس له اخلاق جاهل وصيد سهل لمن يعتقدون نفسهم انهم اذكياء في استخراج الاموال من جيوب اصحابها فكان لبحار الامس اصحاب الخمارات و النوادي الليلية يفسدون فيها ويخربون بيوتا باصراف رزق حلال في مكان كالنارالهشيم تحرق كل من حولها. تغير الحال شيئا فشيئا و قل الرزق في السنوات الاخيرة واستغل بعض المستغلين سذاجة بحار الأمس فاخدو حقوقه وهم يعرفون انه لايستطيع استرجاعها لأنه لايعرف دروب البر و من اين يبدا لكي يحتفظ برزق ابنائه و انه كالسمكة ان اخرجتها من الماء لاتستطيع العيش وسط محيط بر فيه اقوام واختلاف في الأفكار و المبادئ بقدر ما يعرف محيط بحر خلقه الله للعباد ويكون البحار خادم العباد رغم سذاجته
و لكن هل يعرف ابناء مدينتنا الحبيبة ان ذاك البحار الذي يصارع و يروض البحر ثم يخرج من جوفه ما هو طييب حلال رغم الاعاصير و الأخطار المحيطة به انه خلف ورائه جيلا لا تعرفونهم و لا يمكنكم توقع ما يمكنهم فعله
فبحار اليوم وان لم تكن له قيمة في وسطه و لم يعترف بفضله اهله فهو يحمل ثقله لوحده و لا يطلب من غيره ان يقوم بعمله
ان كان بحار الأمس يقصد يوم الخمارات و النوادي الليلية فبحار اليوم يقصد يوم الخميس الجمعيات و الأعمال الاجتماعية ففيهم رئيسا و كاتبا ومشتشارا و امينا و وحدهم عزمو على ان يحققو في البر ما لم يستطع اهل البر عليه واللوم عليكم يا اهل البر حين تركنا امهاتنا و ابنائنا امانتا عندكم ترعون مصالحهم وتنوبون عنا حين نرجع سالمين ففرطتم ولم تستطيعو بناء مجتمع متظامن محترم لوظائف كما يحترم البحار وظيفته على ظهر مركبه
وقد اتى الخميس يوم واحد في الاسبوع يكفينا لنقوم بمنح امل لمن له فقر دم او مرض مزمن اوفقرمدقع او....... امثلة كثيرة خلفتموها شنيعة خلفتموها في اهلنا حين ترك رجال البحر لكم البر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شاركنا برأيك حول الموضوع